عدد المساهمات : 92 تاريخ التسجيل : 16/09/2011 العمر : 50 الموقع : منتديات فجر عروس البحر
موضوع: دمعت عيناي عندما دخلت ساحة الشهداء بطرابلس الجمعة أكتوبر 07, 2011 11:19 pm
الإعلامي عبد الناصر خالد: دمعت عيناي عندما دخلت ساحة الشهداء بطرابلس
حاوره: عبدالرحمن سلامة
عبد الناصر خالد عشق العمل الاعلامي منذ نعومة أضفاره فهو من أسرة إعلامية وفنية تحب المجال الإعلامي والإبداعي، بدأ مشواره الإعلامي رئيساً لتحرير أول مجلة في طبرق وكانت مجلة متخصصة تصدر عن مركز طبرق الطبي، واستطاع أن يجعلها تسهم في إثراء الثقافة في طبرق ، كما قدم عدداً من البرامج بإذاعة البطنان سابقاً قبل أن يتوجه إلى طرابلس ويعمل بإذاعة الليبية FM، كما عمل مذيعاً ومقدماً لعدد من برامج قناة الليبية الفضائية لأكثر من عام، كذلك ترأس إدارة الأخبار بقناة الليبية والتي أطلق عليها نظام القذافي "الجماهيرية الثانية" لكنه لم يعمل طويلاً في إدارة هذا القسم لأنه انشق مبكراً عن إعلام اللا نظام السابق، وترك القناة وتوارى عن الأنظار خشية اعتقاله ليجد له مخرجاً بعد ذلك من ليبيا وليكون له شرف العمل في قناة ليبيا الأحرار التي انطلت من العاصمة القطرية الدوحة، وأخيراً عاد ناصر إلى أرض الوطن وكان لنا معه هذا الحوار السريع.
• بداية حدثنا كيف خرجت من العاصمة طرابلس بعد ثورة 17 فبراير؟ - الحقيقة تابعت أحداث بداية الثورات العربية أو الربيع العربي كما يحلو للبعض تسميته.. فقد كنت مديراً للأخبار في قناة الجماهيرية 2 في تلك الفترة.. وبمجرد سقوط زين العابدين الرئيس التونسي.. شعرت بأن ليبيا ستكون محطة أخرى لهذه الثورات.. وفعلا حدث ذلك وعمت المظاهرات طرابلس، وأنا صراحة قدمت استقالتي يوم 18 فبراير احتجاجاً على المئات من المتظاهرين الذين قتلوا في بنغازي والبيضاء طبرق وغيرها من المدن.. مع بقائي في طرابلس، أما مسألة الخطر فقد تعرضت للكثير من المضايقات والتهديد بالاعتقال حيث بدأت القوات الأمنية بعملية بحث عني في أماكن تواجدي.. لكن بحمد الله استطعت أن أغادرها إلى أماكن أخرى أكثر أمنا... إلى حين خروجي من طرابلس نهاية شهر مارس/آذار إلى تونس ومنها إلى قطر والالتحاق بقناة ليبيا الأحرار وأحب أن أشكر كل من ساعدني في الخروج والإفلات من تعقب كتائب القذافي وفي مقدمتهم صديقي وهو من مدينة صبراتة أخي خالد سعيد.
* عندما وجهت لك الدعوة من قناة "ليبيا الأحرار" كيف كان التواصل مع القناة وهل ثمة رهبة لهذا العمل خصوصا في بداية هذه الثورة ؟ - القناة كانت على اتصال بي عبر صديقي الإعلامي نبيل الحاج، وهو الذي أخبرني بضرورة مغادرة طرابلس إلى تونس ومنها إلى قطر.. أما الرهبة فلم تكن موجودة بالعكس كان هناك حماساً واندفاعاً قوياً عندي كغيري من الزملاء إلى إعطاء هذه الثورة حقها والتعريف بأهدافها لليبيين أولا والعالم ثانياً ...
* هل هناك صعوبات واجهتكم في العمل بقناة ليبيا الأحرار؟ - الصعوبات في العادة تكون موجودة في أي عمل خاصة تلك الأعمال التي تبدأ بشكل مفاجئ.. القناة أطلقت بشكل لم يسبقه أي شكل من أشكال الإعداد.. وبالتالي كان لابد من وجود بعض الصعوبات لكن تم التغلب على أغلب هذه المشاكل بفضل رغبة وإصرار زملائي المذيعين ومعدي البرامج والطاقم الفني بشكل عام، واصلنا العمل برغم معاناتنا لا لشيء ولكن من أجل ليبيا.
* أنت اشتغلت في قناة الليبية كيف تقارنان في العمل بين القناتين خصوصا فيما يتعلق بمهنية وحرية الإعلام والعمل من اجل قضية..؟ - العمل الإعلامي في ظل نظام القذافي يعرفه القاصي والداني هو إعلام ممنهج ومسير وليس مخير .. إعلام القذافي منذ بداياته لا حرية فيه بل فيه خطوط حمراء وزرقاء وسوداء وغيرها من الألوان وأضف إلى ذلك تخبط وعشوائية بعيداً عن المهنية والاحتراف.. أما في "قناة ليبيا الأحرار" فأعتقد أن الفرق واضح وشاسع أمام المشاهدين والمتتبعين خصوصاً في بداية عملنا، ونحن تنادينا بدافع وطني وحرص على المساهمة بما نملك من معرفة إعلامية لإنجاح ثورتنا التي صنعها شباب 17 فبراير..
* ما طموحك على المستوى الشخصي وعلى المستوى الوطني؟ - الطموحات لا حدود لها أكيد.. إن شاء لله في المدة القادمة بعد أن يتحرر كامل تراب ليبيا نكمل مسيرة الدراسات العليا .. أما على المستوى الوطني فنأمل أن تصبح ليبيا من أفضل دول إفريقيا سياسياً واقتصادياً .. وأيضا إعلامياً ...
* ألم تأتك عروض من بعض القنوات الفضائية العربية..؟ - فعلا جاءتني دعوة من قناة روسيا اليوم للانضمام إليها كمذيع للأخبار السياسية والبرامج، في بداية شهر فبراير خاصة وكانت لي تجربة مع القناة أواخر عام 2010 من خلال برنامج حوار العواصم موسكو طرابلس موسكو .. لكن حين انطلقت ثورة السابع عشر من فبراير، لا يمكن بأي حال من الأحوال إلا أن أنظم إلا لهذه الثورة وأن أكون حيث يمليه علي واجبي الوطني فتوجهت إلى قطر وشاركت في قناة ليبيا الأحرار، وكنت أقرأ في أخبار الجبهات وأقول ما أسعد شبابنا وهم يتصدون لكتائب القذافي ويضحون بأنفسهم من أجل أن نملك حريتنا ونحرر وطننا العزيز ..
* ما هي أسباب تركك لقناة ليبيا الأحرار؟ - أسباب تركي لقناة ليبيا الأحرار ليس كما يظن البعض جوانب مادية، بل كان بسبب الجهوية التي تتعامل بها إدارة القناة مع الثورة في ليبيا وعملية الإقصاء للمشاكل والموضوعات التي من المفترض أن تطرح خاصة وأنها كانت ضمن أسباب تفجر ثورة فبراير.. إلى جانب الفساد المالي والإداري.
* صف لنا لحظة دخولك طرابلس بعد التحرير؟ - الحقيقة لحظة دخولي لطرابلس كأنها حلم جميل. وقد دمعت عيناي عندما رأيت ساحة الشهداء وهي مزينة بعلم الاستقلال.. شعور غير طبيعي اعتراني عندما دخلت طرابلس كل شيء وجدته قد تغير، طريقة تعامل الناس مع بعضهم جميلة منبعها الوطنية حتى طقس طرابلس الحرة تغير، الحقيقة طرابلس اليوم ليس كطرابلس الأمس ..
* كيف ترى مستقبل الإعلام الليبي؟ - الحقيقة مستقبل غير مبشر إذا أخدنا في الاعتبار أن من كان يخدم في إعلام النظام السابق بعد ثورة 17 فبراير لا يزال يعمل في الإعلام إلى هذه اللحظة تحت بصر وسمع المجلس الوطني الانتقالي سواء بوجود وزارة للإعلام أم لا، أقول بكل مرارة إن من وقف إلى جانب النظام المنهار ضمن عملية ممنهجة لقتل الليبيين، ومن ترك العمل والوطن تضامناً مع البلاد والعباد في خانة واحدة لا فرق بينهما..
- كلمة أخيرة.؟ - رحم الله شهداءنا الأبرار شهداء ثورة السابع عشر من فبراير.. وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم الصبر والسلوان.. أسأل الله السلامة لليبيا وعاشت ليبيا حرة وعاش الشعب الليبي العظيم...