عدد المساهمات : 92 تاريخ التسجيل : 16/09/2011 العمر : 50 الموقع : منتديات فجر عروس البحر
موضوع: قصة قائد معركة طرابلس والجماعة الليبية المقاتلة الخميس سبتمبر 22, 2011 7:42 pm
قصة قائد معركة طرابلس والجماعة الليبية المقاتلة 26-8-2011
بعد قبض القوات الأمريكية على المعتقلين وإجراء تحقيقات معهم ومعرفة ألا علاقة لهم بتنظيم القاعدة، تم تسليمهم في العام نفسه إلى ليبيا وأودعوا في سجن أبو سليم بطرابلس.. وفي بداية الثورة الليبية، انضم شباب الجماعة الليبية المقاتلة إلى الثورة تحت قيادة المجلس الانتقالي.. وكان عبدالحكيم بلحاج هو قائد معركة طرابلس بقلم نواف القديمي في مواقع التواص الاجتماعي دار جدل كثير عن هوية عبدالحكيم بلحاج قائد معركة طرابلس وعن حقيقة انتمائه السابق للتيار الجهادي الليبي.. سأحاول في السطور القادمة أن أذكر شيئاً من سيرة عبدالحكيم بلحاج وتاريخ الجماعة الليبية المقاتلة.. وبأكبر قدر من الاختصار.
في الثمانينيات تأسست في ليبيا عدة حركات جهادية مثل جماعة الشيخ العشبي عام 1982م، وحركة الجهاد التي أسسها عوض الزوازي عام 1989م، وحركة الشهداء الإسلامية بقيادة محمد المهشهش الذي سُمي (سياف ليبيا) عام 1989م.. السلطات الليبية استطاعت مواجهة جميع هذه الحركات والقضاء عليها.
في أواخر حرب الأفغان مع السوفييت، وتحديداً عام 1989م، تشكلت في أفغانستان مجموعة ليبية تقاتل مع المجاهدين بأفغانستان وكن لها قيادة خاصة ومعسكرات تدريب منفصلة.. هذه المجموعة أطلقت على نفسها بعد ذلك اسم (الجماعة الليبية المقاتلة).. وكانت تُصدر مجلة اسمها الفجر وأصدرت بعض الكراريس والكتب.. ومن أهم الكتب التي أصدروها كتاب اسمه (الخطوط العريضة للجماعة الليبية المقاتلة) وكانت أفكاره الجماعة قريبة من أفكار جماعة الجهاد المصرية.
بعد انتهاء الحرب بأفغانستان، عاد بعضهم إلى ليبيا، وذهب البعض الآخر لدول كان يمكن أن تستقبلهم كالسودان واليمن والجزائر بعد الفوضى التي سادت عقب إلغاء الانتخابات..
في الجزائر شارك بعض الجهاديين الليبيين مع الجماعة الإسلامية المسلحة في قتال السلطة.. وكان ذلك بين عامي 1992 وحتى 1994م.. ولكن بعد 1994م حدثت تحولات راديكالية في فكر التيار الجهادي الجزائري، نتج عنه أنهم قاموا بقتل بعض الجهاديين الليبيين باعتبارهم منحرفين عقائدياً.
في نهاية عام 1994م، عاد بعض الجهاديين الليبيين من عدة دول إلى ليبيا، وقاموا ترتيب صفوفهم مع من كانوا قد عادوا سابقاً كي يبدؤوا مواجهتهم للنظام الليبي.. وفي عام 1995م، نشطت الجماعة المقاتلة بمنطقة الجبل الأخضر شرق ليبيا.. وقامت بمحاولة اغتيال للقذافي في بنغازي، لكن المحاولة فشلت.
وعلى إثر فشل محاولة الاغتيال بدأت السلطات الليبية بمطاردة الجماعة المقاتلة واستطاعت قتل زعيمها عبدالرحمن حطاب وقتل واعتقال عدد من أعضاء الجماعة.. وبسبب المساحة الشاسعة لليبيا ووعورة بعض مناطقها استطاع عدد من أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة من الفرار، وغادر غالبهم إلى أفغانستان.
في أفغانستان انضمّ عدد من قيادات الجماعة الليبية المقاتلة إلى تنظيم القاعدة، مثل أبو الليث الليبي، وأبو الفرج الليبي، وأبو يحي الليبي، وغيرهم.. وفي الوقت نفسه رفض عدد من قيادات الجماعة المقاتلة وأفرادها الانضمام إلى تنظيم القاعدة، وبقيت لهم معسكراتهم الخاصة.
أين موقع عبدالحكيم بلحاج قائد معركة طرابلس في كل هذه القصة؟؟
عبدالحكيم بلحاج من مواليد عام 1966م.. حصل على شهادة الهندسة المدنية.. ثم بعد تخرجه مباشرة سافر إلى أفغانستان للجهاد عام 1988م.. وبقي هناك عدة أعوام.. ولكن بعد فتح كابل سافر عبدالحكيم بلحاج إلى عدة دول كباكستان وتركيا والسودان.. ثم عاد إلى ليبيا عام 1994 في فترة ترتيب الجماعة لصفوفها من أجل مواجهة السلطات..
وبعد المواجهات التي حصلت بين السلطة الليبية والجماعة المقاتلة عام 1995م ومقتل أميرها عبدالرحمن حطاب، استطاع عبدالحكيم بلحاج مغادرة ليبيا والعودة إلى أفغانستان.
اشتُهر عبدالحكيم بلحاج طوال نشاطه الجهادي باسم (عبدالله الصادق).. وحين عاد إلى أفغانستان كان مع المجموعة التي رفضت الانضمام إلى تنظيم القاعدة.. وكان معه أيضاً في هذا الرفض عدة قياديين في الجماعة المقاتلة، من أمثال أبو حازم، وسامي الساعدي (أبو المنذر) المسؤول الشرعي للجماعة.
وفي فترة إعادة ترتيب صفوف الجماعة الليبية المقاتلة في أفغانستان، تم اختيار عبدالحكيم بلحاج (عبدالله الصادق) أميراً لها، وأبو حازم نائباً له، وأبو المنذر الساعدي كمسؤول شرعي، وخالد الشريف كمسؤول أمني.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م في أمريكا وضرب القوات الأمريكية لأفغانستان، فرّ قادة الجماعة من أفغانستان وانتقلوا إلى عدة دول.. وفي عام 2004م، تم اعتقال عبدالحكيم بلحاج في ماليزيا ونُقل إلى تايلند لإجراء تحقيقات معه من قبل القوات الأمريكية.. وتم اعتقال أبو المنذر الساعدي في هونغ كونغ.. وتم أيضاً اعتقال أبوحازم وعدد من قيادات الجماعة..
وبعد قبض القوات الأمريكية على المعتقلين وإجراء تحقيقات معهم ومعرفة ألا علاقة لهم بتنظيم القاعدة، تم تسليمهم في العام نفسه إلى ليبيا وأودعوا في سجن أبو سليم بطرابلس.
وفي العام 2008م، بدأ الحديث عن مراجعات شرعية يُجريها قادة الجماعة الليبية المقاتلة في السجن تتناول عدداً من القضايا كالجهاد والتكفير والحُسبة..
وبعد عام، وتحديداً في سبتمبر 2009م، أصدرت الجماعة المقاتلة كتاباً ضخماً اسمه (دراسات تصحيحية في مفاهيم الجهاد والحسبة والحكم على الناس) يقع في 414 صفحة.. وهو منشور في الإنترنت.
الكتاب حوى تأصيلاً شرعياً لمفاهيم تنقض أسس الفكر الجهادي.. لذلك أثار جدلاً كبيراً عند الجماعات الجهادية في العالم.. وشكك بعضهم بصدقيته، باعتباره قد صدر بالإكراه من داخل السجون.
راجع الكتاب قبل صدوره وأيّد ما احتواه من أفكار شرعية عدد من الشيوخ، من أمثال يوسف القرضاوي وسلمان العودة وأحمد الريسوني وعددٌ من علماء ليبيا.. فيما أبدى نائب رئيس جبهة الإنقاذ الجزائرية (علي بلحاج) تحفظه على هذه المراجعات، ووصفها بأنها انتقلت من تشريع العنف إلى تشريع الحكومات المستبدة.
في بدايات عام 2010م، تم الإفراج عن عدد من المعتقلين الإسلاميين من بينهم منتمين للجماعة الليبية المقاتلة.. ويُقدر عدد من أفرج عنهم من أفراد الجماعة قرابة الـ 100 عنصر.. وكان من بين المفرج عنهم أمير الجماعة عبدالحكيم بلحاج (عبدالله الصادق)، والمسؤول الشرعي أبوالمنذر الساعدي، والمسؤول الأمني خالد الشريف.
وفي بداية الثورة الليبية، انضم شباب الجماعة الليبية المقاتلة (تقديرات تشير لانضمام قرابةـ 100 عنصر) إلى الثورة تحت قيادة المجلس الانتقالي.. وكان عبدالحكيم بلحاج — كما يعلم الجميع — هو قائد معركة طرابلس.